'الحشّاشين' يستفز النقاد: عامية..أخطاء تاريخية وسرقة 'عبيطة'
تعرض مسلسل "الحشاشين" الذي يعرض في موسم دراما رمضان إلى جملة من الانتقادات، وتحدث مراقبون عن وقوع أخطاء تاريخية ضمن مشاهده وسط حالة جدل متواصلة بسبب أحداث العمل.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ولقطات من المسلسل الرمضاني تكشف عن وقوع صناع العمل في الأخطاء التاريخية المتعلقة بالعمارة.
وكان من بين الانتقادات صور مآذن مساجد القاهرة التي تعرض خلال العمل على أنها في العصر المملوكي في القرن الحادي عشر، فاتضح أنها ليست لتلك الحقبة وفق ما نقله موقع ''العربية'' عن نشطاء في مواقع التواصل.
السرقة العبيطة التي وقع فيها صُناع "الحشاشين"
وأبرزُ مُنتقدي العمل الكاتب الصحفي طايع الديب الذي كتب مقالا يحمل عنوان ''السرقة العبيطة التي وقع فيها صناع الحشاشين''، وأكد أنه شاهد حلقة ونص من مسلسل "الحشاشين"، ولم يتحمس لاستكمال المشاهدة، متابعا أنه رغم الإبهار التقني العالي والدعاية المكثفة، فإن أحداث المسلسل تكاد تكون "ملطوشة" حرفيا من خرافة اخترعها الروائي الفرنسي أمين معلوف (لبناني الأصل) في روايته "سمرقند"، مما يعني أن المسلسل برمته مسروق!.
واعتبر طايع الديب أنه ''ومن سوء حظ صناع المسلسل أنه مهتم بالقراءة عن الحقبة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، القرن الحادي عشر، وعن الفرق الباطنية عموما. وقد تبيّن له - مثلا- أن الشاعر العظيم أبو الطيب المتنبي جاء إلى مصر باعتباره داعية شيعي.
وأضاف ''بصرف النظر عن "التصرفات" التي أدخلها مخرج المسلسل بيتر ميمي، وهو اسم يصلح لكوافير حريمي، فإن الخرافة المبني عليها العمل هي أن حسن الصباح وعمر الخيام وأبو علي الطوسي "نظام الملك" كانوا أصدقاء طفولة، الأمر الذي ينسفه نسفا كون الصباح أكبر من الخيام بـ 11 سنة. والحقيقة أنهما لم يلتقيا أبدا.
كما تطرق إلى علاقة حسن الصباح بالوزير نظام الملك، قائلا ''هي علاقة استمرت لمدة سنة واحدة فقط، عمل فيها الصباح في ديوان السلاجقة لضبط حسابات الديوان. فقد كان الرجل داهية، وعالما في الرياضيات والحساب، وزاهدا. ولم يكن كما تم تصويره "سفّاحا" على الإطلاق..وعندما علم السلاجقة أنه باطني، كادوا يقتلونه، فهرب ليلا عبر الجبال إلى أصفهان، ولم يعد مرة أخرى إلى نطاق سيطرة دولة السلاجقة.''
وأمّا الخرافة الثانية حسب الديب، فقد ظهرت في أول مشاهد المسلسل، عندما ألقى أحد أتباع الصباح نفسه من فوق أسوار قلعة "آلموت"، ومعناها بالفارسية "مربض العُقاب"، حسب تعبيره، وهي أيضا أكذوبة اخترعها هذه المرة الرحالة الإيطالي ماركو بولو، الذي جاب أصقاع العالم القديم في تلك الفترة، وكتب كتابا ضخما مازال يُطبع في أوروبا حتى اليوم، رغم أن معظم ما جاء فيه كان سماعيّا، ومستقى من أساطير العامة وقتها.
اسم جماعة "الحشاشين" ليس مأخوذا من مخدر الحشيش كما يُشاع..
والمفاجأة الكبرى حسب الكاتب الصحفي طايع الديب، تكمن في أن اسم جماعة "الحشاشين" ليس مأخوذا من مخدر الحشيش كما يُشاع خطأ، بزعم أن الصباح كان يقدّم لأتباعه الحشيش والفتيات الحسان كأنهن الحور العين، لكي يوهمهم أنهم في الجنة، وأن لديه هو مفتاح الجنة!
وأوضح في هذا الإطار ''الحقيقة، أن سكان قلعة "الموت" كانوا يعتمدون في معيشتهم على زراعة النباتات الطبية وبيعها.. وكنا نحن أهل القرى الفلاحين ونحن صغار، نسمي نباتات الأرض باسم "الحشيش"، لأن الفلاح "يحشّها" عند حصادها بالمنجل..هذه بعض الملاحظات على "أباطيل" المسلسل. وأُحيل القارئ الذي يريد الاستزادة من الحقائق - لا الخرافات- إلى كتب علمية كثيرة، منها كتابات البروفيسور فرهارد دفتري، وبرنارد لويس، ود. محمد عثمان الخشت، عن طائفة "الحشاشين". وهي متاحة على الإنترنت. ''
لهجة عامية وأخطاء تاريخية..
وعلق آخرون على صور العمارة الإسلامية للمساجد، مشيرين إلى أن مدينة أصفهان التي تتمحور حولها أحداث المسلسل كانت تعتمد –آنذاك- على العمارة السلجوقية، بينما تظهر عمارة مغول الهند في المسلسل وليست السلجوقية.
كما واجه مسلسل "الحشاشين" الذي يعد واحدا من أضخم المسلسلات الرمضانية إنتاجا في عام 2024، انتقادات مبكرة، بشأن الحديث باللهجة العامية المصرية خلال أحداث المسلسل بدل الفصحى، مما شكل حالة جدل واسعة.
وقال الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، إن قصة مسلسل "الحشاشين"، مثيرة للجدل حتى قبل الإعلان عن تقديمها في عمل فني خلال موسم رمضان 2024، خاصة أن آراء متعددة حول القصة.
وأيد في حواره مع برنامج "تفاعلكم" ونقله موقع ''العربية نت'' استخدام اللغة العربية الفصحى بدلا من العامية، في تلك الأعمال لأنها تعطي زخمًا للتاريخ.
باريس لم تكن موجودة..
كما أكد سعد الدين وقوع صناع المسلسل بالأخطاء المعمارية، خاصة أن باريس لم تكن موجودة بهذا الشكل والاسم في القرن الحادي عشر.
وشدد الناقد على أهمية خضوع المسلسل لمراجعة من أساتذة تاريخ سواء على المستوى المعماري والفترة التاريخية، مشيرا إلى أن المسلسل يتفوق ببعض الجوانب الفنية من مونتاج وإخراج والأماكن الطبيعية والإنتاج السخي.
كما تابع "يجب على صناع العمل أن يصدروا بيانًا بشأن كيفية مراجعة الفترة التاريخية، لأن الجدل سيستمر حتى عيد الفطر، فصدور الأعمال التاريخية في عصر مواقع التواصل يُمثل صعوبة، لأن روادها يقفون على أدق التفاصيل".